الرسم بالألوان الزيتية
إن اللوحات المرسومة بالألوان الزيتية هي الأكثر وجوداً في المعارض والمتاحف الفنية . وهي لا تحظى باحترام و تقدير متذوقي الفن وحسب ، بل إنها تقطف أفضل الأسعار.
والرسم بالألوان الزيتية أيسر من سواه في مطاوعته للرسام ، فليس فيه من الصعوبة التي يلاقيها الرسام في عمله بالألوان الأخرى .
وينفرد الرسم الزيتي بميزة بقاء اللوحة المنفذة به سنين كثيرة إذا أحسن اختيار السطح والألوان ، وتحاشى الرسام الأخطاء أثناء عمله .
الأدوات والمواد :
يستعمل في الرسم الزيتي نوعان من الفراشي :النوع الهلبي الخشن "Bristle Brushes" ، والنوع السموري الناعم "Sable Brushes"
تمتاز الفراشي الهلبية بأطرافها المتشبعة التي تحتفظ بكمية أكبر من الطلاء ، وتناسب بالتالي الطليات الأسمك ، وتمتاز الفراشي السمورية بأطرافها المستدقة التي تلتقط كمية أقل من الطلاء ، وتناسب بالتالي الطليات الأرق .
كما تستعمل الفرشاة العادية التي تطلى بها جدران المنازل في تغطية المساحات الكبيرة على اللوحة .
يفضل استعمال فرشاة خاصة بكل فصيلة من الألوان المتقاربة ، وينبغي ، بعد كل أداء باللون ، مسح الفرشاة بقطعة قماش نظيفة ، وعند الانتهاء من العمل ، لا يجوز ترك الفرشاة والألوان فيها ، وإنما تنظف جيداً بالنفط أولاً ثم بالماء والصابون .
يستخدم الرسام في الرسم الزيتي نوعيين من السكاكين : النوع الأول لمزج الألوان على الباليتة ، والنوع الثاني لطلي الصورة بالألوان
ويرتب الرسام ألوانه المختارة على الباليتة ، فيضع عليها الألوان الأساسية وعدداً من الألوان الفرعية ، ويكثر من اللون الأبيض الذي يحتاجه لتخفيف الألوان.
يباع القماش الخاص بالرسم الزيتي جاهزاً في المكتبات المتخصصة ببيع معدات الرسم و التلوين ، ويختلف سعره تبعاً للجودة والصنف .
ويستطيع الرسام أن يرسم رسومه على أنواع أخرى من ألواح التصوير كالورق المقوى "Cardboard" والماسونيت "Masonite" والخشب المضغوط "Chipboard" و خشب الماهوغاني "Mahogany" والنحاس "Brass" والألومنيوم "Aluminium".
ولابد من تحضير ألواح التصوير قبل استخدامها ، وذلك بإضافة الأساس عليها.
وهناك مادتان شائعتان اليوم كأساس : الطلاء الأبيض الزيتي "White Lead Oil Paint" والمستحلب البوليمري الأكريليكي "The Acrylic Polymer Emulsion".
و لا تحتاج الصفائح المعدنية كالنحاس والألمنيوم إلى أي نوع من الأساس ، بل ينبغي أن تخشن قليلاً بفرشاة قاسية كي تلتقط الألوان الزيتية وتعطيها رونقاً مميزاً .
التقنية:
هناك بشكل عام أسلوبان متباينان في التلوين الزيتي : أسلوب التخطيط الأولي للصورة وأسلوب الطلي المباشر .
1 - التخطيط الأولي للصورة :
إن التخطيط الأولي للصورة هو أسلوب اعتمده وما زال يعتمده كبار الفنانين .
وبموجب هذا الأسلوب تُخطط الصورة المراد رسمها مباشرة على قماشة الرسم بالفحم أو بطلاء زيتي مخفف بالتربنتين ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التخفيف الزائد بالتربنتين يجعل الطلاء الزيتي يتناثر فوق قماشة الرسم تاركاً آثار شعيرات الفرشاة عليها ، وهذا ما ينبغي تجنبه .
بعد تخطيط الصورة ، يحدد الرسام مواضع الأضواء والظلال عليها ، ويبدأ بتلوين أرضية اللوحة و المساحات الكبيرة بالألوان المطابقة لعناصر الموضوع الذي اختاره ، ثم يبدل الفرشاة الكبيرة بفرشاة صغيرة يلون بها الخطوط البارزة والتفاصيل الدقيقة.وبعد وضع اللمسات الأخيرة ، يدهن سطح الصورة بالورنيش ليكسبها اللمعان ويحفظها من التلف .
2 - الطلي المباشر:
إن الطلي المباشر هو أسلوب قديم اعتمده فنانون كبار من بلدان مختلفة .
لقد أضاف تيتيان (1489-؟) الطلاء إلى لوح التصوير من دون تخطيط أولي للصورة ، راسماً ، وملوناً في الوقت نفسه .
وأخذ فان غوغ (1853-1890) العدة ولوح التصوير إلى خارج المرسم ليرسم من الطبيعة مباشرة على طبقة لونية تحتية خفيفة ، أو من دونها .
واعتماد مانيه(1832-1883) أسلوباً من أساليب الطلي المباشر هو تلوين الرطب wet-into-wet . وبموجب هذا الأسلوب تكون الطلية الأولى رطبة عندما يباشر التلوين فوقها ، بحيث تتلاقى الألوان بتأنٍ .
أما ترونر (1775-1851) فقد أدرك قبل الانطباعيين بزمن طويل إمكانات الطلي المباشر الواسعة ، ويظهر ذلك بوضوح في دراساته للمناظر الطبيعية .
إن الفكرة العامة الكامنة وراء الطلي المباشر هي إنجاز الصورة بسرعة ، وغالباً في جلسة واحدة .
و يمكنكم مشاهدة أدوات الرسم بالألوان الزيتية مرفقة بصور في الرابط التالي :
و هنا تشاهدون بعضاً من اللوحات المرسومة بالألوان الزيتية




ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق